الأمن السيبراني واجب وطني وسلاح رقمي

2025-07-16

الأمن السيبراني: واجب وطني وسلاح رقمي

في عالم يتسارع فيه التطور الرقمي، لم تعد التهديدات السيبرانية مجرد مخاوف نظرية، بل تحوّلت إلى معارك يومية تُخاض خلف الشاشات. ومع التحول الرقمي الذي تقوده المملكة العربية السعودية بخطى واثقة ضمن رؤية 2030، يبرز الأمن السيبراني كأحد أهم الأعمدة لحماية مكتسباتنا الوطنية.

ومن هذا المنطلق، أشارككم رؤيتي كممارس ومدرب شاب في الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي، حول أهمية هذا المجال، وضرورة تفعيله كمبدأ وطني قبل أن يكون تخصصًا تقنيًا.

1. الأمن السيبراني مسؤولية مجتمعية

الأمن السيبراني يبدأ من الفرد. لا يمكن أن نبني بيئة آمنة دون وعي مجتمعي. كل موظف وطالب وحتى المستخدم العادي مسؤول عن أمنه الرقمي.

ومن هذا المنطلق أُركز دائمًا على تقديم برامج تدريبية مبسطة وسهلة الفهم، تصل لكل فئات المجتمع، مهما كانت خلفيتهم التقنية.

 

2. التقنية في خدمة الدفاع والهجوم

نحن اليوم لا نكتفي بجدران الحماية التقليدية.

بل أصبحنا نعتمد على:

         •        الذكاء الاصطناعي في التعرف التلقائي على السلوكيات الغريبة.

         •        الخوارزميات في الاستجابة الذكية للهجمات.

         •        تحليل البيانات لتوقّع الأنماط وتفادي الكوارث قبل وقوعها.

وهذه الأدوات أدمجها شخصيًا في برامجي التدريبية، لأنها مستقبل الأمن السيبراني.

 

3. شراكات وطنية لتعزيز الجبهة الرقمية

أمن الوطن السيبراني ليس مسؤولية جهة واحدة.

هو مسؤولية مشتركة بين القطاع العام، الخاص، والأكاديمي.

ومن خلال شراكات مثل “سوالف سايبر” وغيرها، نوجّه طاقات الشباب نحو تطوير قدراتهم وبناء دروع رقمية تحمي الوطن.

 

4. نشر المعرفة وتمكين المجتمع

حرصي على مشاركة الأبحاث، وتنظيم اللقاءات العلمية، وتمثيل المملكة في المؤتمرات، ينبع من إيماني أن نقل المعرفة قوة.

المعرفة لا تحتكر، بل تُبنى وتُشارك لتنهض الأوطان.

 

5. القيم أولًا: الدين، الوطن، العقل

نحن لا نحمي ملفات فقط، بل نحمي قيمنا وهويتنا:

         •        الدين يُرشدنا إلى الأمانة الرقمية.

         •        الوطن يستحق أن نكون درعه السيبراني.

         •        العقل يوجّهنا لنكون واعين وخبراء لا مستهلكين.

 

خطة عملية مقترحة لحماية المنشآت والمبتدئين:

 للمنشآت:

         1.      تدريب إلزامي شهري لجميع الموظفين على الأمن السيبراني الأساسي.

         2.      إجراء اختبارات تصيّد إلكتروني وهمية للكشف عن الثغرات السلوكية.

         3.      تحديث الأنظمة باستمرار وتركيب أنظمة كشف التسلل.

         4.      تخصيص مسؤول داخلي للأمن السيبراني في كل قسم، ولو بالتكليف.

 

 للمبتدئين:

         1.      ابدأ بدورات مجانية معتمدة من مواقع موثوقة مثل Coursera أو Cybrary.

         2.      فعّل التحقق الثنائي في كل حساباتك.

         3.      تعلم التمييز بين الروابط الحقيقية والمزيفة.

         4.      تابع حسابات وطنيين متخصصين في المجال (مثل @Awsffcs) لتبقى على اطلاع.

 

 

ختامًا، لا يمكننا الحديث عن وطنٍ رقمي دون الحديث عن أمن رقمي.

فالأمن السيبراني لم يعد حكرًا على المتخصصين، بل أصبح مسؤولية مشتركة تبدأ من الوعي الفردي وتنتهي بالتكامل المؤسسي.

وإيماني العميق أن الجيل القادم من القادة الرقميين ليسوا أولئك الذين يتقنون الأدوات فقط، بل من يحمونها ويصونونها بمنظومة قيمية ووطنية راسخة.

لنعمل جميعًا – مؤسسات وأفرادًا – من أجل وطن رقمي آمن، يُكتب فيه المستقبل بأيدٍ سعودية خالصة.

 

بقلم: أوس بن فواز الفوزان

الرجوع للمقالات